جديد “فايسبوك”: أعطني معلوماتك الشخصية لأخبرك “ماذا تقول عنك قنوات الأخبار”
هل تريد أن تعرف متى ستتزوج؟ كم ولد ستنجب؟ متى ستموت؟ أي آية من الانجيل تمثلك؟ هذه الأسئلة والعديد غيرها وآخرها “ماذا تقول عنك قنوات الأخبار” هي مجموعة من تطبيقات إضافية (3rd Party Applications) موجودة على فايسبوك تستهدف المستخدمين عبر إغرائهم بهذه العناوين لاستخدام هذه التطبيقات.
الجميع يعلم أنّ هذه التطبيقات هي فقط للتسلية ولا تعطي أي معلومات صحيحة، لكن ما لا يعلمه المستخدمون أن هذه التطبيقات تستخدم جميع معلوماتهم الشخصية الموجودة على فايسبوك من الصورة إلى الإيمايل وتاريخ الميلاد وغيرها من التّفاصيل.
بالنسبة للبعض، هذا الموضوع طبيعي جداً، فمعظم مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أصبحوا معتادين على أن تقوم مواقع التواصل الاجتماعي بانتهاك خصوصيتهم، كما أنّ البعض لا يرى ضرراً من استخدام معلوماته. لكن توجد نسبة لا بأس بها من المستخدمين لا تقرأ شروط الاستخدام ولا تعلم خطورة هذا الموضوع.
نعود بالذّاكرة إلى الفضيحة الكبرى لفايسبوك عام 2013 والتي سميّت “Cambridge Analytica”، حيث أنشأ الباحث في جامعة كامبريدج، ألكسندر كوغان، تطبيق اختبار الشخصية (Personality Quiz). تمّ تثبيته من قبل حوالي 300،000 شخص شاركوا بياناتهم بالإضافة إلى بعض بيانات أصدقائهم. بسبب الطّريقة التي كان يعمل بها فايسبوك في ذلك الوقت، استطاع كوجان الوصول إلى عشرات الملايين من بيانات الأشخاص على فايسبوك من أصدقاء الأشخاص الذين استخدموا هذا التطبيق.
وفي تصريح لمارك زوكربيرج، أعلن أنّ فايسبوك بصدد تغيير النّظام الأساسي بالكامل لمنع التطبيقات المسيئة من إمكانية الوصول إلى البيانات. والأهم من ذلك، أنه لم يعد بإمكان التطبيقات طلب بيانات حول أصدقاء الشخص ما لم يصرح أصدقاؤهم أيضًا بالتطبيق.
أسوأ ما في الأمر أن زوكربيرج أعلن أنه في عام 2015، عَلِم من الصحافيين في صحيفة The Guardian أن ألكسندر كوغان، الذي برمج تطبيق اختبار الشخصيّة، شارك بيانات عشرات الملايين من مستخدمي فايسبوك مع Cambridge Analytica.
إذا أردنا أن نلخّص كل ما تقدم، نستطيع القول إنّ المعلومات تساوي ذهباً في عصرنا هذا. فالكلّ يريد المعلومات، والشركات تدفع الملايين للحصول على معلومات المستخدمين وتخزينها وتحليلها.
كم من مرة تساءلتم كيف حصلت هذه الشركة أو تلك على معلوماتي الشخصية؟ كيف تم استهدافي بهذا الإعلان أو ذاك؟ كيف علموا إنّني أحب البيتزا أو الباستا؟
الجواب بكل بساطة أنّ كل نقرة تنقرها على أي موقع إلكتروني مسجّلة ويتمّ تحليلها. يعرفون كم من الوقت تقضي في مشاهدة صورة معينة أو فيديو معيّن؟ أي نوع مقالات تفضّل؟ هل أنت بحالة نفسيّة جيّدة أو سيّئة… إلخ. هذه المعلومات والعديد من المعلومات الأخرى يتم جمعها وتخزينها وبيعها لعدّة جهات بمبالع كبيرة.
المضحك في هذا الموضوع أنّه يتمّ بطريقة شرعيّة حيث تقوم هذا الشركات والتطبيقات باستغلال قلّة وعي المستخدم على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي حيث أنّه في معظم الأحيان، يقوم المستخدم بإعطاء تصريح (Permission) للتطبيقات بالحصول على جميع معلوماته.
فكما نلاحظ في الصّورة أعلاه، إحدى التّطبيقات تطلب تصريحاً إذ يصبح بإمكانها إضافة Post من نص وصورة أو غيره كما تعلمك أنّها تطلب تصريحاً للوصول إلى معلوماتك في أيّ وقتٍ كان حتى عندما لا تستخدم التطبيق. لكن كون معظم المستخدمين لا يقرأون، فهو ينقر على “Allow” بهدف استخدام التّطبيق.
في الخلاصة، استخدام الإنترنت ومواقع التّواصل الاجتماعي يحتاج إلى وعي ومسؤوليّة. نقرة واحدة خاطئة قد تكلّفك خسارة جميع بياناتك وخصوصيّاتك. لذلك من الضّروري دائماً أن يكون المستخدم على علم بخطورة الوضع وأن يقرأ أيّ شروط قبل الموافقة على الاستخدام.
رولان أبي نجم